الخميس، 14 أغسطس 2014

تيه السؤال


تيه السؤال



من أين يأتي نقيضك؟
من أين تنبع تلك القوى المخالفة لحالتك؟!!
من أين تأخذ تلك المواقف المعاكسة لكينونتك؟
من أين تهاجمك التشويشات والسيئات
متى حوشت النفس كل تلك الرؤى المخالفة
ومتى تراكمت لتنفذ من أنّاك الى الآخر من حيث لا تدري؟
ما هي تلك الركيزة التي تقف عليها لتنطلق منها فيما انت به بالحياة؟
ما هي تلك النقطة التي منها تستمد افكارك واحكامك؟
ما هي مصادرك وينابيعك التي نميّت بها اخلاقك؟!
ما ذاك الشيء الذي يفلت منك قوة تمسكك بمكوناتك؟
ما ذاك الشيء الذي اخل بتركيبتك واخرجك عن طورك؟
كيف لك ان تلوم وتعاتب وتجلد الآخر وانت غير قادر على هذا مع نفسك؟
كيف لك أن تتخذ من مخاوفك ذريعة لأن تتخلص منها بالآخر؟؟
من أين لك الحق أن تنقل مشاعرك المهترئة
وسحقك لنفسك كوسية الخلاص والتخفيف
من كبتك وانضغاطك؟
من أين لك الوقت لتكوّن مشكلات ومعضلات
مع الاخرين وانت عاجز عن معالجة اشكالك؟
من اين لك القدرة على ان تزرع فيهم القدرة
على الكره والحقد وانت مكبل ومقيد فيهم؟
من اين لك القوة لتجرح وتؤذي وتهين ثوابتهم
وانت ماض تبحث عن تعزيز ليقينك؟
من اين لك طاقة الكسر وتحطيم انف الآخر
وانت تبحث عن ما تعلو به شأنك وتسمو به روحك وعقلك؟

في الإنسان ظلم ومظلومية فهو ظالم وبنفس الوقت هذا الظالم
يرى نفسه مظلوماً وأنه الأقل حظاً
ويبرر لنفسه أن الآخرين هم السبب؟
رغم أن مشكلته مع نفسه
منها واليها وبها وبحالها وكيفها!!
فيبقى مشعلاً لنيران الحسرة والأسف في قلبه!!

الأربعاء، 13 أغسطس 2014

قوتا التفكير والوجدان

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


نص مقتبس من كتاب النبأ العظيم
لـ محمد عبدالله دراز


امتاع العقل وامتاع العاطفة



في النفس الإنسانية قوتان: قوة تفكير، وقوة وجدان،
وحاجة كل واحدة منهما غير حاجة أختها؛ فأما إحداهما
فتنقب عن الحق لمعرفته، وعن الخير للعمل به،
وأما الأخرى فتسجل إحساسها بما في الأشياء من لذة وألم؛
والبيان التام هو الذي يوفي لك هاتين الحاجتين ويطير
إلى نفسك بهذين الجناحين، فيؤتيهما حظها من الفائدة
العقلية والمتعة الوجدانية معاً.
فهل رأيت هذا التمام في كلام الناس؟
لقد عرفنا كلام العلماء والحكماء، وعرفنا كلام الأدباء
والشعراء فما وجدنا من هؤلاء ولا هؤلاء إلا غلواً
في جانب، وقصوراً في جانب.
(فأما) الحكماء فإنما يؤدون إليك ثمار عقولهم غذاء لعقلك،
ولا تتوجه نفوسهم إلى استهواء نفسك واختلاب عاطفتك،
فتراهم حين يقدمون إليك حقائق العلوم لا يأبهون لما فيها
من جفاف وعري ونبو عن الطباع.
(وأما) الشعراء فإنما يسعون إلى استثارة وجدانك، وتحريك
أوتار الشعور من نفسك فلا يبالون بما صوروه لك أن
يكون غياً أو رشداً، وأن يكون حقيقة أو تخيلاً، فتراهم جادين
وهم هازلون، يستبكون وإن كانوا لا يبكون، ويُطربون
وإن كانوا لا يَطربون


(والشعراء يتّبعهم الغاوون، ألم تر أنهم في كل وادٍ يهيمون، وأنهم يقولون ما لا يفعلون)

وكل امرئ حين يفكر فإنما هو فيلسوف صغير،
وكل امرئ حين يحس ويشعر فإنما هو شاعر صغير،
فسل علماء النفس:


هل رأيتم أحداً تتكافأ فيه قوة التفكير وقوة الوجدان وسائر القوى النفسية على سواء؟
ولو مالت هذه القوى إلى شيء من التعادل عند قليل من الناس فهل ترونها تعمل في النفس دفعة وبنسبة واحدة؟ 


يجيبوك بلسان واحد:
كلا، بل لا تعمل إلا مناوبة في حال بعد حال،
وكلما تسلطت واحدة منهن اضمحلت الأخرى
وكاد ينمحي أثرها، فالذي ينهمك في التفكير تتناقص قوة وجدانه،
والذي يقع تحت تأثير لذة أو ألم يضعف تفكيره،
وهكذا لا تقصد النفس الإنسانية إلى هاتين الغايتين قصداً واحداً،
وإلا لكانت مقبلة مدبرة معاً،


وصدق الله:


 (ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه)

فكيف تطمع من إنسان في أن يهب لك هاتين الطلبتين على سواء،
وهو لم يجمعهما في نفسه على سواء؟
وما كلام المتكلم إلا صورة الحال الغالبة عليه من بين تلك الأحوال.

هذا مقياس تستطيع أن تتبين به في كل لسان وقلم أي القوتين كان
خاضعاً لها حين قال أو كتب: فإذا رأيته يتجه إلى تقرير حقيقة نظرية
أو صف طريقة عملية قلت: هذا ثمرة الفكرة؛ وإذا رأيته يعمد إلى
تحريض النفس أو تنفيرها، وقبضها أو بسطها، واستثارة كوامن لذتها
أو ألمها، قلت: هذا ثمرة العاطفة؛ وإذا رأيته قد انتقل من أحد هذين
الضربين إلى الآخر فتفرغ له بعد ما قضى وطره من سابقه، كما ينتقل
من غرض إلى غرض، عرفت بذلك تعاقب التفكير والشعور على نفسه.
وأما أن أسلوباً واحداً يتجه اتجاهاً ويجمع في يديك هذين الطرفين معاً
كما يحمل الغصن الواحد من الشجرة أوراقاً وأزهاراً وأثماراً معاً
أو كما يسري الروح في الجسد والماء في العود الأخضر، فذلك
ما لا تظفر به في كلام بشر، ولا هو من سنن الله في النفس الإنسانية.
فمن لك إذاً بهذا الكلام الواحد الذي يجئ من الحقيقة البرهانية الصارمة
بما يُرضي حتى أولئك الفلاسفة المتعمقين، ومن المتعة الوجدانية
الطيبة بما يُرضي حتى هؤلاء الشعراء المَرِحين؟

ذلك الله رب العالمين؛ فهو الذي لا يشغله شأن عن شأن،
وهو القادر على أن يخاطب العقل والقلب معاً بلسان
وأن يمزج الحق والجمال معاً، يلتقيان ولا يبغيان،
وأن يخرج من بينهما شراباً خالصاً سائغاً للشاربين،
وهذا هو ما تجده في كتابه الكريم حيثما توجهت

ألا تراه في فسحة قصصه وأخباره
لا ينسى حق العقل من حكمة وعبرة؟
أوَلا تراه في معمعة براهينه وأحكامه لا ينسى حظ القلب
من تشويق وترقيق، وتحذير وتنفير، وتهويل وتعجيب، وتبكيت وتأنيب؟
يبث ذلك في مطالع آياته ومقاطعها وتضاعيفها



(تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله)

(إنه لقول فصل وما هو بالهزل)




https://www.goodreads.com/review/show/1024289900?book_show_action=false


الاثنين، 11 أغسطس 2014

الأم الطفلة ... الأم الأخرى فيها

الأم الطفلة ... الأم الأخرى فيها



الدواليب تدور بحركة لا تهدأ... الاراجيح مكتظة لا تكف عن التأرجح..اصوات ملحة تنادي أعلى ..اعلى ...اعلى .. آباء وامهات مع ابناءهم يتسلون ويضحكون ويصرخون بحركات لا تعرف ايهم الطفل فيهم ! يلاعب الاباء والامهات ابناءهم بماضيهم الطفولي الى ان تتعب اجسادهم وترهقهم صرخات اطفالهم وحاجاتهم... ينسلوا جانباً بعيداً عنهم بعد ان تركوا لهم وصاياهم التحذيرية ...
تنزوي حنين في الظل يتراءى لها اطفالها منه بوضوح.. ترقب المكان وعينها على نفسها... بدا وجهها ينجلي ببطء للشحوب ودموع كقطرات الندى تتطاير من اطراف عينيها تتلفع بحزنها وكأنها غارقة في احجية تحاور بها نفسها فتجعلها منكمشة على ذاتها...
أقترب منها أجلس بجوارها ... اتمتم كلمات... وهي بعالم آخر لا تسمع لا ترى لا تتكلم .! ماذا دهاها ؟ أين ذهبت كل حيويتها ووجها المفرفح اين تلاشى بهذه السرعة؟ ومنذ متى وهذا الألم يعتصرها؟ هذا الألم الذي يعيد تشكيل تفاصيلنها وتشكيل ملامحنا ... الم يعيد رسم وجوهنا ويشقلب لون عيوننا .. اتصنع مني حركات وافتعلها امامها علّي أخرجها واسحبها مما هي فيه ... ولا يجدي ذلك نفعاً ... اقف والتقط لها صوراً مركة فيها على تقاطيع وجهها وعيونها ... أمرر الصور عليها رافعة صوتي عليها ..انتبهي هذه ليست حنين ...ليست عيناها ... ليس وجهها ... انظري ملامحك كلها ذابلة وعيناك رمادية غائرة..
تضحك متقهقرة من من نفسها ... ملوحة بيديها لاطفالها المنشغلين بلهوهم ... تعود لاعماقها المتضخمة ... تاركة لهواجسها تتكلم ... ساكبة ما لا تصدقه بعوالمها وغير قادرة على مصالحته في دواخلها ...
اطفالي ... اطفالي ... نعم اطفالي يا صديقتي هم سبب ما انا فيه ... هم فرحي وهم حزني .. هم ضحكتي وهم بكاءي ...هم أملي وألمي البعيد...اطفالي يوقظون فيّ كل اشيائي التي يجب ان تظل دفينه ونائمة ... امور حسبتها ستتلاشى حينما اصبح اماً ... ولكنها بقيت فتاتاً تتجمع وتظهر بين فينة واخرى واطفالي هم من يلملمون هذا الفتات وكأنهم يفتشون عن كل جزء مني ليصحو معه جزء من النفس وتصحو الذاكرة وتهاجمني ذكرياتي تنهال علي آلام طفولتي المبتورة من ارجاء كياني تنهال علي بلا رحمة وتصرخ بصوت اقوى مني يهزني ويناديني أين الطفلة فيك؟ هل اضعتها؟ هل ضللتها؟ أأكون أنا من اضعتها أم أمي اضاعتها مني فضعت بأمي؟
اطفالي ... اطفالي يعيدوني بكل لحظة اكونها معهم لتعجباتي الطفولية , لحاجاتي ,, لانشغال امي عني بنفسها ...اطفالي ..اطفالي يدخلوني بصراع بل ينتهي بيني وبين الطفلة فيي ... بين الطفلة فيي والطفولة فيهم ... بيني وبين حبي وعطاءي لهم..يحركون كل هذا الصراع فيي وتبقى اعماقي الطفولية المبتورة تلازمني بقولة وتبقى طفولتهم الأقوى فيي..
. وكم حاولت ان اتناسى انني كنت يوماً طفلة ... ان اتجاوز هذه الطفولة ولكنهم يحيونها
وكلما احيوها فيي كلما هربت بنفسي ونأيت بعيدة عنهم بل ربما اتصنع المرض والغيبوبة عنهم
وحدهم اطفالي من يحددون حضوري الكلي ووحدهم من يغيبونه
يعلو الكلام النفسي في الداخل اكثر وتتساءل بينها وبين نفسها 
أأصقل طفولتهم واغذيها أم استمد من طفولتهم لطفولتي؟..
لست أدري...! فأي حيرة يرميها الزمان والمكان فينا؟!
اكتب ان نمضي حياتنا بصراع حتى مع من هم قطعة منا؟
أغمض عيني على ما تبقى فيي في نفسي واعيش مع اطفالي لاحيا بهم طالما ان آلامي لا تحول بينني وبين ارتواء نفسي
وليسامحني اطفالي ويسامحوا الأم التي فيي!!

الأحد، 7 يوليو 2013

تيه

                                                                     

كانت الذات بداخلها فوضى وعنف وبخارجها والمتعارف عليه هدوء وصمت
وان تكلمت كان الكلام قليل ورزين
اليوم باتت بداخلها سكون وتيه وخارجها ضجيج وثورة
وان تكلمت كانت كلماتها كما تلاحظ هي من خلال عبورها لذاتها كلمات لاكمة رغم انها ترى
تلك الكلمات صائبة وفي مكانها الصحيح وان انسان اليوم لا نفع معه الا هذا الاسلوب
ولكن هي ليست معتاده على ذلك وتراه غريب عنها وكأنّ شخص آخر حل مكانها
أيام وهي تفكر ولا زالت تختلي بنفسها لتنقب عن اسباب ردات فعلها العنيفة بالآونة الاخيرة
هل يصدم الانسان من انسانه الذي يحتويه؟ هل يهرب ذاك الانسان منه ليريحه من تلك الصراعات؟
ام هي النفس قد حملت اكثر من طاقتها فصدأت لتغترب؟؟ وهل يبرر ذاك الصدأ ان تفر الروح منها؟؟
ما سر ذاك الألم حينما يصفعنا شخص كنا نوقره ونحترمه ونضرب به المثل فاذا به يبث السم
والحقد والكره ويلدغ من على حق؟؟ لم كل هذه الهزات تصيب كياننا وتركله في زاوية مظلمة
يبحث عن ظلامه؟ ظلامه يستكشفه للمره الاولى ومع ذلك يتعمق به ويقترب منه اكثر واكثر!
والمضحك المبكي انها في كل تجربه تفاجأ باستكشافها لهذه المساحة المظلمة اذ لم تتوقع
وجود تلك البقعه فيها,,, تنهال كل الاسباب والمسببات , الانا والاخر,, وكل ما يسيرنا ويحكمنا
تنتظر الليل لتختلي بنفسها وتبحث عن طريق يوصلها الى النور.........

اللهم أنر لي قلبي وبصيرتي بنور من عندك يا ارحم الراحمين
واجعل لي لسان صدق في الاخرين

السبت، 15 يونيو 2013

(بل الانسان على نفسه بصيره)




ما ذكرت لفظة الانسان الا وقرنت غالباً بصفة سلبية

والتركيز على هذه الصفات السلبية الموجودة
 في الشخصية الانسانيه كفرد


(ظلوم , جهول, كفور, عجول, كنود,هلوع,,, الخ)



فهي تخاطب الانسان الفرد, الحبيس داخل فرديته

 والذي آمن بنفسه على انهاهم شخص في حياته

 وآمن أولاً أنه انسان انسان ينادي نفسي نفسي
ولا يرى ابعد من حدود ذاته , ويقيس الامور كلها بمنظاره فقط,

مغلق بحواسه وادراكه,,,


(الم نجعل له عينين ولساناً وشفتين)

(وهديناه النجدين)

الى الخيار بين مفترقي طريق لا يمكن لانسان


 ان يدركه لو بقي حبيساً في ذاته
داخل قفص حواسه وفرديته

ذلك الادراك الذي لا يفك الا باقتحام العقبه



(فلا اقتحم العقبة)

(فك رقبة او اطعام في يوم ذي مسغبة يتيماً ذا مقربة او مسكيناً ذا متربة)

هذا هو فن اقتحام العقبة التي تحول

 بين الانسان وبين الخروج من فرديته
الانسان كفرد


(ان الانسان لظلوم كفار)

ظلوم: بوصفه فرداً لكن انفتاحه على الانتماء


 للآخر والتواصي بالحق والصبر
سيكسر هذا الظلم فيه ويوازيه نحو

 العدل بنفسه وبالآخر


(وكان الانسان عجولا)

الجماعه المؤمنه تمنحه كوابح توقف استعجاله



(وكان الانسان كفورا)
(وقليل من عبادي الشكور)



بوجوده وانتماءه للمؤمنين واتيان الفضل والرحمه 

فيما بينهم قد يصير شكورا


(وكان الانسان قتورا)

اذا اقتحم العقبة سيصير العطاء هويته وحقيقته



(ان الانسان خلق هلوعا)

بوصفه فردا سيكون ضعيفاً ركيكا خائفاً لكن

الانتماء للجماعه يحفزه ويقويه ويزيد من صلابته


(وحملها الانسان انه كان ظلوماً جهولاً)

لانه كفرد منعزل لا يرى الامور الا من زاوية جزئية ضيقة,


 ومن زاوية شخصية بحته
ولكن مع مشاركته وانفتاحه مع الاخرين

 قد يتسع ادراكه ونظرته


(كلا ان الانسان ليطغى)



لانحباسه في قمقمته وعند خروجه من عزلته

 قد يصير اكثر اعتدالاً


(ثم رددناه اسفل سافلين)

اذا اصر على ان يظل في قمة تفرده بنفسه


 ولكن عندما يصير مع الذين امنوا
يعود الى احسن تقويم



(الا الذين امنوا وعملوا الصالحات فلهم اجر غير ممنون)
(ان الانسان لفي خسر )
الا الذين آمنوا وتواصوا بالحق واتواصوا بالصبر)

شيء واحد في هذا الانسان المفرد يمكن ان يكون وسيلة
تدفعه بوصفه فرداً على الخروج من فرديته ومن قمقمته



بصيرته



حجة الله على الناس جميعاً


(بل الانسان على نفسه بصيره)

وهي بصيرة لا تكون له الا فرداً.... ولا يمكن ان تتأتى اذا
لم يكن قد أدرك فرديته... ولا تاتيك اذا كان المجتمع حولك
يقهر ادراكك ويحجزه في اطار ضيق,, اذا كان المجتمع يلغيك
ويهمشك ويلقنك فحسب ويمنع عنك ان تدرك بنفسك
فانت لن تكون عندك تلك البصيرة

فالبصيرة لا تأتي الا من ذاتك, 


وهي تنبع من داخلك ولن تنبع الا
من نفسك



 (وفي انفسكم افلا تبصرون)

وهي لا تكون بصيرة ولا تمنحك الرؤية


 ان كانت خارجه عنك وبعيده
عن ذاتك, لن تكون بصيرة ان كانت مستوردة ,


 ملقنة من قبل مجتمع
يهمش ذاتك وفرديتك

تلك هي البصيرة التي تجعلك تبصر


 وتتجاوز حدود الحواس الى الادراك
الى الرؤية الاوسع والاعمق

 الى المشاهدة وتجعلك تقتحم العقبة


(قد جاءكم بصائر من ربكم فمن أبصر فلنفسه

 ومن عمي فعليها وما انا عليكم بحفيظ)


(ان الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فاذا هم مبصرون)

(والله أخرجكم من بطون امهاتكم لا تعلمون شيئاً وجعل لكم السمع والابصار والافئدة
لعلكم تشكرون)



(فاعتبروا يا أولي الأبصار)



من كتاب الفردوس المشتعار والفردوس المشتعاد

لـ د. أحمد خيري العمري




الأربعاء، 27 مارس 2013

أفاعي القلوب







و لي ألف وجهٍ قد عرفت به
ولكن بلا قلبٍ إلى أين أذهب


تعلق روحي روحها قبل خلقنا
ومن بعد أن كنا نطافاً وفي المهد


فعاش كما عشنا فأصبح نامياً
وليس، وإن متنا، بمنقصف العهد


قالت يا صديقتي كأني انا لست بأنا؟ ولولا ملامحها الشاحبة لاطلقت ضحكاتي المعتاده لها
الا اني صمت واخذت اتأمل ملامح وجهها وهي تناظرني مرتبكه كأنه اول حديث ولقاء بيننا
قالت اريد ان احدثك عن الانا الجوانيه؟!
الانا الجوانية؟ !
نعم الانا الجوانية التي اكتشفتها بنفسي منذ ايام وتقلقني ويزعجني التفكير بها
لا استطيع مواجهتها وتحاصرني؟
انها لا تتفق مع الانا البرانيه ابداً ولا اظن انهما سينسجمان ابداً فكيف
سينسجمان وهما لا يتزامنان بل متناوبان باستمرار

وباي الانا منهما كنت تكلميني وتتعاملين معي؟ والان باي الانا تكلميني؟
قالت اقول لك الانا الجوانية حديثة الظهور والاكتشاف واريد ان اخرجها للنور
واطمس الانا البرانية؟

ولكن ليست الانا هي الانا دائماً ,,الانا هي الآخر وهي لا تكون الاخر نفسه في
كل مره بل هي مزيج من الانا والاخر باستمرار انها الانا مع من يحيط بي فانا
هو انتي ونحن وانتم وهم وكل المرتبطون بالانا هم في الانا والذات ليست الانا
بل ما يسكنها من اندفاعات وانفعالات ومشاعر وافكار بعضها جبلت بطبيعتنا وبعضها
مكتسبه وبعضها كانت بقرارتنا وتبلورت من افعالنا ولكن كل ما مر بنا يرافقنا

صمتت وقالت وعدني واخلف بوعده

قال لا شيء سيفرقنا سوى الموت وها هو قرر من تلقاء نفسه الرحيل

خلع جلده مرة واحدة ولبس جلداً جديدا وقال قلبي قلب افعى ومضى
وانا منذ ذاك الوقت في داخلي صوت يبحث عن وكر الافاعي هذا وصوت
آخر يرفض البحث وكأن قلبي خالطت نبضاته فحيح الافاعي
لا شيء ابحث عنه الان سوى ان اظفر بشيء ما من نفسي , اني لا ادركها
ولا اعرف ما اريد.....

"اذا سكنت قلب أحدهم .. واستطعت أن لا ترحل .. فلا ترحل ..
انت لاتعلم ماذا يفعل الراحلون في قلوب سكنوها ثمّ رحلوا عنها"


لا شيء سيفرقنا سوى الموت!!!
من يقول هذه الجمله ويعاهد احدهم بها فكأنه يوهم نفسه قبل ان يوهم الاخر
ويعلقوا انفسهم ببعضهما البعض فلا تقولها لاحدهم مهما كان بحاجة اليها
ومهما كان قريبا منك فليس كل منا يفهم الكلام بنفس الطريقة
ومن الكلام ما قتل

فالحياة
فراق ولقاء
صراع وجلاد
جلال وجمال
حلاوة والام
انها ملتقى الاشتات

يا صاحبيْ .. لا بأس عليك .. فكلنَا بداخله شيء يَحتضر .. إمّا حلم .. إمّا أمنية ..
إمّا ذكرى . إمّا يوم من شدّة جماله لن يتكرر أبدا

اما الذات فهي لا تتيه في الافاق انما الافاق هي من تتيه في الذات
وهذا ما يحدث حينما تتعلق النفس بنفس اخرى وتصبح تلك النفس
متنفسها الوحيد للاستمرار بالحياة
لذا تعلم كيف تكون وحيدا وكيف تتكلم لوحدك
لانك تعلم انك وحدك من يتحمل عبء نفسك

الحب والزهد زادي
وكل ارض بلادي
ومن ثراها وسادي
ولا ادين وربي
لحاضر او لبادي

قلوبنا في الحب بالله انقى

الاثنين، 18 فبراير 2013

لا بقاء للنرجس إنما للآس


لا بقاء للنرجس إنما العهد للآس

                         

وسنان قد خدع النعاس جفونه فحكى بمقلته ذبول النرجس

                                          

                    تامل في نبات الأرض وانظر إلى اثار ماصنع المليكُ 
                   عيونن من لجينٍ شاخصاتٍ بأحداقٍ هي الذهب السبيكُ 

على قضب الزبرجدِ شاهداتٍ بأن الله ليس له شريكُ

ظلموها بربطها بالرواية الإغريقية
ومختصرها أن فتى يدعى Narcissus 
كان على علاقة حميمة جدا بنفسه 
إلى حد أنه نظر إلى إنعكاس منظره في الماء
فتحول إلى زهرة النرجس, 
ومن هنا جاء النرجس إلى الوجود …


حين لذ الأنس أوشــــــيــــــــئا كمـــــا هجم الصبح هجوم الحـــرس
غارت الشهب بنا أو ربمـــــــــــــــــا أثّرت فينا عيون النرجــــــس

تبصــر الــوردَ غيــورًا بَرِمــا يكتســي مــن غيظـه مـا يكتسـي 
وتَـــرى الآس لبيبًـــا فهِمـــا يســرقُ الســمْع بــأذنيْ فــرَسِ 






قال أبو عبدالملك بن فرج في كتاب الحاس والمحسوس: 
أحسن بيت أنشدنيه أبو جعفر البغدادي :

مَدَاهِنُ درّ بين أوراق فضّة
على قيس شبر أخضرٍ كالزّبرجد


كأن عيون النرجس الغض بيننا
مداهن در بينهن عقيق
إذا بلهن القطر خلت دموعه
بكاء عيون كحلهن خلوق

ابن المعتز

لدى نرجس غضّ القطاف كأنه
إذا ما منحناه العيونَ عيونُ
مخالفة في شكلهن وصفرة
مكان سوادٍ والبياض جُفون

أبو نواس

فأمطرت لؤلؤاً من نرجس وسقت
ورداً وعضّت على العناب بالبرد

الاسطوره اليونانيه 
ان فتاة تدعى(صدى) هامت بحب فتى يدعى (نرجس)
ومن فرط حبها له واعجابها به سقمت حالها ومرضت بسببه 
ومن اجله كابدت وصبرت حتى اضناها هذا الحب 
وجعلها تذبل شيئا فشيئا حتى فارقت الحياة.
ولكن الالهه (بزعم الاسطورة) 
لم تترك الفتى دون عقاب. لذلك كان العقاب قاسيا عليه للغايه
حتى اودى بحياته.كان العقاب ان يعشق نفسه بصورة 
مرضيه عندما راى صورته منعكسه على الماء لذلك
اخذ يجلس الساعات الطوال امام صورته بكل فخر وزهو 
واستمر على هذا الحاله حتى مرض نفسيا بسبب هذا التعلق الذاتى
وما هى الا فترة بسيطه حتى فقد عقله وفى احدىخلواته وعشقه لنفسه
قفز الى بركة الماء ليمسك صورته  ولكنه غرق ومات 
وظهرت فى مكانه زهرة سميت على اسمه نرجس 
(وهى زهرة النرجس)
تبقى اسطوره وخرافه

قال الي بحبها وبيشمها اناني هع هع